بحث مخصص

الجمعة، 9 أبريل 2010

أسس مصداقية لنفسك

" لست مجبراً على أن تقول الحقيقة كلها إلا لمن له حق في معرفتها، لكن إذا قلت شيئاً فعليك بالصدق " ( هوراس مان )
" عندما لا تحترم كلمتك فأنت تكسر شيئاً لا يجبر " ( قول مأثور)

عندما يذهب المستثمرون للبورصة لشراء الأسهم والسندات يأخذون بعين الاعتبار آخر أداء لها في السوق ، وعندما يذهب الناخبون لصناديق الاقتراع يستحضرون الماضي الانتخابي للمرشح قبل الإدلاء بأصواتهم له أو ضده. صحيح أن حدس الناخب ومعرفته اسم المرشح له دور في ذلك ، لكن العبرة في آخر الأمر بأداء المرشح والأثر العميق الذي يتركه على قرارنا فيمن نختار، ونفس الشئ يصدق هنا على القيادة والتعلم والمشاعر. المصداقية ولا شئ سواها. وفي هذا الإطار سنقدم لكم اليوم نصائح في تأسيس المصداقية لأنفسنا لدى الآخرين وستكون على شكل حلقات حتى لا يمل القارئ وحتى تعم الفائدة.

النصيحة رقم ( 1 ) ابحث عن نقاط التوافق مع الآخرين.

يفضل المرء معرفة من هم على شاكلته، وهو يثق بمن يحب ، لذلك عليك أن تكتشف ما يجمع بينك وبين الآخرين من مواقف وميول نحو شئ ونفور من شئ آخر. التاريخ المشترك للأسرة والتجارب السابقة وفضائل الشخصية وغرائبها، ونوع العمل والأهداف والقيم. وعندما تكتشف نقاط التوافق هذه تعهدها بالرعاية، فقد درج الناس على الاعتقاد بأن من يماثلهم في شئ قد يماثلهم في غيره لذلك يبدأون في صرف ثقتهم من صديق لآخر.

النصيحة رقم ( 2 ) أظهر اهتمامك وتعاطفك مع الآخرين.

يميل الناس إلى الثقة بمن يظهر اهتمامه بهم، وعندما يتألمون يريدون أن يتألم الآخرون لآلامهم، حتى الشركات عليها أن تغلب اهتمامها بموظفيها أو عملائها على منفعتها حتى في وقت الأزمات. وعندما حدثت أزمة شركة " البيبسي كولا " نذكر أن البعض قد أخذ عليها تعاملها مع الأزمة، فقد طالبها المستهلكون بسحب منتجاتها من السوق بعد امزمة تعبئتها، فرد المسئولون عن الشركة بمنطق العقل وقالوا بأن علب البيبسي يتم تعبئتها في أماكن مختلفة من الولايات المتحدة وبالتالي لم يتم سحب العلب... قرار منطقي، لكن النقد الذي وُجه إلى الشركة لم يكن ضد المنطق الذي قالت به، بل كان ضد الذي لم تقله.. لقد كان على الشركة أن تظهر اهتماماً بسلامة المستهلك. وما صدق على ما حدث من شركة البيبسي يصدق على مستوى الفرد.. عليك أن تشعر الناس باهتمامك بهم قبل أن تسمعهم كلماتك.

النصيحة رقم ( 3 ) تعاون بحسن نية.

لكي يكون لديك مصداقية عليك أن تظهر لآخرين أن تصرفاتك يحكمها حسن النية مع تمام المعرفة وكمال القدرة. يجب أن يصدقك الآخرون في أنك تريد مساعدتهم في تحقيق أهدافهم على المستويين الشخصي والمهني ... سيفغر لك الآخرون سوء الرأي ، لكن من النادر أن يغفروا لك سوء النية.

النصيحة رقم ( 4 ) يجب أن تكون أفعالك مصدقة لأقوالك.

إننا نتواصل بما نفعل مثلما نتواصل بما نقول، نتواصل بما نقول وبما لا نقول، بما نطبقه من سياسات وما لا نطبقه، بما يسمح به وقت العمل وما لا يسمح، بما ننفق وما نمسك، بالسلوك الذي نكافئ الآخرين عليه وبالسلوك الذي نعاقبهم عليه، بما نفعله وما ننتقد الآخرين على فعله، بما نطلبه وما نحن على استعداد أن نقدمه لقاء ما نطلبه.. باختصار شديد لكي تكون لنا مصداقية لا بد لأقوالنا أن تتسق مع سياساتنا وأفعالنا وخططنا.

النصيحة رقم ( 5 ) أظهر قدراتك للآخرين.

يلوذ الناس بالخبراء والنجوم والحكماء والناجحين، وهم عادة لا يستثمرون أموالهم في السندات الخاسرة، وبنفس المنطق هم لا يريدون أن يضعوا ثقتهم فيمن تساورهم فيه الشكوك أن يحقق ما يدعيه. إن الناس في حاجة لأن يقتنعوا بقدرتك على تنفيذ ما تقول، سواء بالقول أو بالفعل، قبل أن يتبعوك.. إنهم يريدون أن يتأكدو من قدرتك على تحقيق الهدف وإنهاء الأمور لصالحك. إذاً كيف يتسنى للقادة أن يبنوا الثقة في قدراتهم بينما يبدو منهم الجانب الإنساني المتواضع الودود؟ إن عليهم أن يعترفوا بما حققوه من إنجازات، لكن دون زهو أو غطرسة. صحيح أن ذلك صعب، لكن ليس بالمستحيل.. كيف؟ إن العبرة بالموقف الذي وراء الكلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق